السبت، ٢٧ سبتمبر ٢٠٠٨

حكايات عم محمد الصياد

كنت أزمع كتابة هذه القصة منذ أكثر من عام ووضعت المقدمة في منتدى عبد الرحمن يوسف وفقط لم أكتب فيها حرفا واحدا بعد ، حتى وجدتني فجأة أريد كتابة هذه القصة فكانت كالتالي وليس عندي أي خطة لا لإنهائها ولا لشكلها ولا كيف تسير وهل أكتفي بكونها قصة قصيرة أم مسلسلة أم رواية ، المهم أني بدأت وهذا كان أصعب ما في الموضوع ، أتمنى أن تعجبك يا زائر مدونتي:
دعاني لتناول الإفطار معه ، لم أستطع أن أرفض خاصة بعد إلحاحه الشديد ، وقد وعدته آنفا أن ألبي رغبته ولما آذن الشهر الفضيل على المغيب لم يكن بد من إجابة دعوته المعلقة ، في الحقيقة أستمتع بحديثه جدا وبحكاياته الممتعة ، هو صياد ذو ملامح مصرية صميمة طيب القلب جدا ، له قارب في ترعة الإسماعيلية صغير لكنه مصدر رزقه ورزق أولاده ، منذ فترة طويلة وقد استوطن هذه المنطقة أسفل كوبري المظلات وجعلها محلا لعمله ، في الحقيقة لا يوجد له مكان محدد هو يسير بقاربه في ترعة الإسماعيلية من المظلات حتى مسطرد حتى الكوبري الدائري ، لكنه دائما يعود إلى هذه المنطقة ، يقول إنها يرتاح لها نفسيا ، وأن الرزق فيها وفير ، أعرفه منذ سنوات طويلة وأستمتع بصحبته وحديثه ، هو أمين في زمن عز فيه الأمناء وصادق الحديث وطيب القلب جدا ، وفيه شهامة المصريين المأثورة ، تجده أول القافزين في الماء بثيابه لو وجد أحدا على شفا الإغراق ، وتجده أسرع الهابين لنجدة فتاة عاكسها أحدهم أو ضايقها ، لكنه أيضا أول الغاضبين على الأوضاع الخاطئة وما أكثرها ، في الليل المظلم حيث يحلو لأحدهم معابثة فتاته متسترا بالظلام وبحاجز الكوبري ، لكنه يراهم من البحر ، ويغلي الدم في عروقه لمثل هذه المناظر التي تخالف الدين وتخالف العادات والتقاليد التي نشأ عليها ، وإذا كان البعض ممن يعرفهم هو شخصيا يستغل هذا الموقف لابتزاز الرجل فإنه يسارع لتلقينه درسا قاسيا يجعله يندم أن أتى لهذا المكان ولا يفكر أن يعود إليه ثانية ، خاصة مع ذراعين مفتولي العضلات أنمتهما مهنته في التجديف فيمكنك أن تتخيل الدرس القاسي الذي يتلقاه الشاب الذي تسول له نفسه ارتكاب الخطيئة ، يقول لي بتعجب : ما الذي حدث في الدنيا ، كأننا في بلاد الخواجات ، عالم لا تختشي وليس لديها حياء .
في جعبته الكثير من الحكايات لا أشعر معه بمرور الوقت ، خاصة في الصيف حيث يصفو الجو وتهب نسائم البحر ، حكى لي كثيرا عن نفسه وعما صادفه من عجائب ، أسأله كثيرا أن يحكي لي قصته وقد حكاها لي عشر مرات على الأقل وكل مرة يقول لي لقد قصصتها عليك من قبل فماذا تريد منها ، أقول له : إنني أستمتع بها جدا لا أخبره بالسبب الحقيقي أنني كل مرة أستذكره القصة حتى أكتبها لجمالها غير أنني أنسى معظم تفاصيلها فلا أجد مفرا من استعادته إياها حتى أتذكرها ، اليوم قررت أن أقصها عليكم قبل أن أنساها مرة أخرى ، لكن لا تعتمدوا عليها لأني سأكمل الفراغات من عندي والأفضل أن يقصها عليكم بنفسه.
قال لي : لم أكن هكذا في شبابي ، أقاطعه أنك ما زلت شابا في الثلاثينيات فأي فترة تتحدث عنها ، يقول لي في بداية شبابي ، نحن كبرنا واشتعل الرأس شيبا .
استحثه أن يكمل يقول : هل تصدق أني كنت عضوا في عصابة كبيرة ؟
أقول له : لا أصدق فلا يبدو عليك هذا فقد عهدتك شهما طيبا أمينا.
قال وهو يشرد بعيدا في الماضي : لم يكن الحال هكذا في الماضي ، كنت عضوا في عصابة متخصصة في سرقة الفلل والشقق الفاخرة ، عصابة كبيرة منظمة لها رئيس ولكل منا دور معين يؤديه ويرسمه له الزعيم فهذا متخصص في مسح الشارع وهذا يرسم الخريطة ، وهذا يجمع المعلومات عن الشقة المراد سرقتها ، وهذا يعالج الأبواب ، وهذا يخزن المسروقات وهذا يبيعها ، وهكذا وكان دوري تأمين أفراد العصابة أثناء السرقة وإنذارهم في الوقت المناسب في حالة حدوث ما لم يكن في الحسبان ، ظللت حوالي عام حتى سرقنا تلك الفيللا المشؤومة ، وكانت للواء كبير سابق في الداخلية ، فجن جنونه ولم يرتح حتى يوقع بالعصابة التي سرقته ، لكن لم يكن غضبه لسرقة المجوهرات والأموال فهي تافهة بالنسبة لهؤلاء القوم لكنه غضب لمركزه كيف يتعرض مثله للسرقة وفي نفس الوقت كان هناك شيء ثمين جدا في المسروقات عبارة عن سيف أثري ، وهذا السيف الملعون هو ما أوقع بنا حين أردنا بيعه ، ولأن كل فرد فينا حلقة في سلسلة فبتداعي إحدى حلقات السلسلة لا بد أن تتداعى بقية الحلقات وقبض علي .
وماذا حدث بعد يا عم محمد؟
قال : لا أعلم حتى الآن كيف خرجت من هذا الموقف غير أن ستر الله رافقني وأقسمت إن نجاني الله من هذا الموقف ألا أعود إلى السرقة ثانية وأن أعتزل هذا الطريق .
قلت له احك لي كيف خرجت ، قال بكل بساطة كنت في قسم شرطة قصر النيل تمهيدا لترحيلنا للنيابة ، لم يكن معي أي إثبات شخصية وواقف مع بقية المتهمين ، وجدت أميني الشرطة متشاغلين مع بعضهما بالحديث أخذت أتسلل ببساطة حتى خرجت من الغرفة ، لا أحكي لك عن هذا الموقف لأنك لا تستطيع تخيله ولا تستطيع تخيل كيف كانت دقات قلبي في هذا الموقف ولا أعرف كيف خرجت ومشيت بهدوء داخل القسم دون أن ألتفت حولي أو خلفي بكل بساطة كأني مواطن ذهب لتقديم بلاغ ، وخرجت من باب القسم دون أن يشتبه بي أحد ، وما إن تملكت الشارع حتى أطلقت لساقي العنان ، وقلت : الجدع فيهم يلحق بي ، ولعلمك يا أستاذ عماد ، أنا لو دخلت مسابقة جري لن يلحق بي أي إنسان ، لقد كنت في صغري بطل القرية في "الأستغماية" وأذكر أني كنت طفلا وظل أبي يطاردني ويجري خلفي ليضربني ثلاث ساعات كاملة حتى فقد وعيه وغشي عليه من التعب دون أن يلحق بي بعد أن جعلته يقطع شوارع القرية كلها خلفي دون أن يلحق بي.
ضحكت بشدة ، ثم قلت له أكمل يا عم محمد.
قال : في المرة القادمة إن شاء الله حتى أضمن أن تكرر زيارتك.

الجمعة، ٢٦ سبتمبر ٢٠٠٨

أشتاقك يا من لم تغادر عقلي لحظة رغم كثرة المغادرين
ترى أين أنت
وهل تصلك رسالتي
أتمنى

الأربعاء، ١٠ سبتمبر ٢٠٠٨

متفرد بصبابتي

متوقف من فترة طويلة عن الكتابة في النت عامة لا المنتدى خاصة ، ليس لدي ما اقوله ، لكن متى كان لدي ما أقوله ، ما لدي لأقوله يأتيني فور وضع يدي على لوحة المفاتيح في المكان المخصص للكتابة في اي مكان ،
ثاو على صخر أصم وليت لي قلبا كهذي الصخرة الصماء
رغم أن شياطين الجن مسلسلة في هذا الشهر الكريم إلا أن شياطين الإنس أثبتوا أنهم أشد مكرا وأكثر دهاء ، وأعظم شرا
متفرد بصبابتي
هلا أكمل لي البيت أحد ، قبح الله الزهايمر ، يلح علي هذا البيت وتأبى الذاكرة إكماله ، فتجده يفرض نفسه بين الحروف مع أن هذا ليس مكانه
أريد أن أكمل ما كنت بصدد قوله ، ويفسد علي هذا البيت ما اريد قوله ،
متفرد بصبابتي متفرد بـ.....
أفضل شيء تفعله في هذا الشهر الفضيل أن تقاطع التلفاز وأن تقاطع النت ، الأولى قدرت عليها ولا أشاهد سوى مسلسل ظاظا وجرجير الذي يعرض وقت الإفطار ، أحب أعمال الأطفال ولا يعني هذا أني أعاني من طفولة متأخرة ، أما الثانية وهي النت فلم أستطع رغم أن المنتديات تحوي من الشرور والفتن والمعارك ما يربأ المسلم الذي يريد الحفاظ على صومه عنها ، لكن ماذا نفعل ، يأبى بعض شياطين الإنس إلا جرنا لخوض معارك نحن وهم في غنى عنها.
أتعجب شديد العجب ممن يحب عمرو خالد وكلامه يمجه العقل والذوق وتمجه الفطر , والله أشعر أن الفطر السليمة لتمجه وتنبا عنه ، حتى بدون اي نصائح أو تحذير ، فكلامه ما هو بالشعر ولا هو بالنثر ، ولا هو بالدعوة والخطابة ، كلام ركيك ، كلام بلا معنى كلام ممجوج ، أشد ما استفزني منه أنه يكتب في الجريدة التي أعمل بها ، لن أحدثك عن كم الأخطاء النحوية واللغوية التي أصححها له ، ولكن أحدثك عن ركاكة الأسلوب ، وأحدثك عن الأحاديث التي يوردها ، لن أحدثك عن تصحيحها وتضعيفها فهو أمر فوق مستوى وفكر وعقل عمرو خالد بكثير ولكن أقل ما أطلبه منه أن ينقلها نقلا صحيحا ولا يشوهها هكذا ، لا يأت بكلام ناقص مبتور مروي بالمعنى وليته يحقق معنى مفيدا ، يا أخي أقل شيء تفعله أن تقول فيما معناه كذا ، يقول : ألم يبلغك حديث رسول الله كذا ، قلت في نفسي والله ما بلغني وما سمعته ولا بلغ أحدا ما تقول لأن الرسول ما قال هذا ، وما هذا بحديث سوى عند عمرو خالد.
قبح الله عمرو خالد ومن يحب عمرو خالد ، أو أقول اللهم اهد عمرو خالد ومن يحب عمرو خالد