الأربعاء، ٣١ أكتوبر ٢٠٠٧

بلا موضوع

لا أدري لم اخترت هذا الوقت غير المناسب لأكتب خواطر ، ربما لأن هذا هو الوقت المتاح حاليا ، أما كونه غير مناسبا فلأن مزاجي ليس صافيا وأشعر بتوعك نفسي
لا عليكم ، ولا علي إني أكتب لأني أريد أن أكتب ، أكتب ماذا ؟ لا أدري حتى هذه اللحظة الموضوع الذي أنوي التحدث فيه ، ولماذا أختار موضوعا أصلا وانا هنا في مدونتي أكتب على سجيتي ، لست مضطرا لاختيار موضوع ولم يفرض علي موضوع ما لأعلق عليه ، إذن هل سأكتب عبثا ، جملا متناثرة ، كلمات غير مترابطة ؟
ليتني أستطيع حاولت مرة أن أكتب قصيدة واضعا في اعتباري أن تخرج أشبه بما يسمى الرمزية ذاك الشعر الغامض المعقد التافه الكريه الكئيب الذي يسمونه الشعر الرمزي ، وما تفرع عنه مما يسمونه قصيدة النثر ذاك الفن شديد الهبوط الذي يشبه أغاني شعبان عبد الرحيم ومطربي سيارات الأجرة مقارنة بما يسمونه فنا راقيا ، لا يعني هذا أني أستمع له أو أشجعه غير أني أحترمه ولا أجيزه لنفسي كأغاني أم كلثوم وشادية ، أحيانا تلتقي بنصراني تحترمه لكنك لا تستطيع أن تحبه ، لا أريد أن يستدرجني الحديث لهذه النقطة ولأعد لموضوعي ..
موضوعي؟ أي موضوع أقصد؟ إنني لم أختر موضوعا بعد لأتحدث فيه ، .. آه لقد نسيت لقد اخترت الموضوع ألا موضوع محددا بل هو استرسال أفكار تشرد في أي اتجاه ، في اي مكان في اي زمان في طريق
هل جربتم هذا ، أو هل تمنيتم هذا ، هل تخيلتم معي مرجا فسيحا كبيرا جدا أرضه كلها عشبية ، يتناثر فيها اشجار متباعدة وقليلة ، الجو شتاء لكي يكتمل جمال المشهد ولكنه ليس باردا ، وانت بعيد عن أعين المتطفلين ،وحدك في هذا المرج تجري وتقع وتتقلب على البساط الأخضر الممتد ، دائما أتمنى هذا المشهد ، ولكن من لي به ؟
حاولت أن أختار لنفسي أسلوبا أكتب به ، يكون لي بصمة ، يعجبني أسلوب مينا عبد الله عميق فلسفي ، صعب وسهل في آن الوقت ، حاولت تقليده لم أستطع ، أعجبني أسلوب سحابة في كتابتها ، بسيط لكنه حار وصادق وعفوي يعلوه المرح وباطنه شجن بلا حدود ، حاولت تقليده لم أستطع ، أعتقد أني وصلت لأسلوبي أخيرا ، لا أنكر أني تأثرت ببساطة يوسف السباعي ومباشرته في الكتابة حين يخاطب القارئ ، كذلك أعجبني فصاحة نجيب محفوظ وروعة سرده وحواره ولغته القويمة ، أسلوبي يجمع بين الاثنين وفيه من الاثنين كما أعتقد ، أو هو لا هذا ولا ذاك
هو مسخ مشوه لقيط لا يعرف له أبا ،
لست كل الوقت راضيا عنه بل أغلب الوقت ساخطا عليه ، غير أني لا أملك إلا أن أحبه ولا أملك غيره ، كأب ابتلي بابن مشوه قبيح المنظر ، لا يملك إلا أن يحبه رغم كل هذا لأنه في النهاية قطعة منه
فليكتب كل منكم وليخرج ما عنده ، ليس مهما أن يكون جميلا أو قبيحا ، هو ابنك على كل حال ولا تضمن أن يخرج ابنك للدنيا كاملا بل كل ما تستطيعه أن تأمل وتأمل فقط وما قدر سيكون
أثقلت عليكم كثيرا أليس كذلك ؟ لعلكم لم تصلوا بعد لهذا السطر لأن الملل جعلك تخرج مبكرا ، أو لعلك قفزت مباشرة للنهاية ، البعض يفعل ذلك ، أنا نفسي أفعل ذلك أحيانا ، لذا لا ألومك إن فعلت هذا.

الأحد، ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٧

كلمات

يتداعى الكلم على شفتي
يتهاوى بعثرة يسقط
الكلمة بجوار الكلمة
الكلمة لا تصنع جملا
لكن تصنع بركانا
فيموج يدمر ما يلقى
يفتح ألف مقص فاه
يبغي أن يخرسني
أن يسكت في الصرخة
أن يخمد نبض الكلمة
الكلمة لا تسقط أبدا
الكلمة سيف من نور
يقطع هامات الظلم
يدك عروش البغي
يستأصل أذناب العهر
إن سقط السيف تلقفه
ألف ذراع من بعدي
سيفي لا يصدأ أبدا
سيفي من نور مشتعل
ينير دروب الظُّلَم
يشعل نار الثأر
قد تقطع أيدي حامله
لكن الأيدي لا تنفد
الأيدي أبدا لا تنفد

أهواك

أهواك من قلبي الذي حين اللقاء سلا الشجن
وأعيش عمري كله أهب الوفاء بلا ثمن
***
أهواك يا عمري الذي قدمته لك راضيا
أهواك نجما في السما أهوى علوه والضيا
***
أهوى عيونك أبتغي منها الضياء لناظري
أهوى جمالك سحره أسر القلوب وخاطري
***
تلك العيون تدللت فيها العقول تحيرت
هذي الجوانح سبحت لله لما أن بدت
***
أهوى الغرام وناره قلبي يحب عذابه
قلبي ارتضاك مليكه هيا اسكني عرشا به
***
لا ترحلي يا من لها حسن الطيور وشدوها
لا ترحلي وابقي هنا يبق الفؤاد مولها

التقينا ولكن

أَجَاءَتْ كَي تُسَائِلَنِي عنِ المَاضِي عنِ الهَجْرِ
بصَمْتٍ صَارخٍ نَطَقََت أيَا مَحْبُوبِ هَلْ تَدْري
بأنَّ الْعَيْنَ لَمْ تَرْقَأْ مَدامِعُها مِنَ الغَدْرِ
وأنَّ القلبَ لم تَبْرَحْ بهِ النيرانُ في صَدْرِي
وأنَّ الجُرْحَ لم يَبْرَأْ ولمْ أَسْطِعْ سِوَى الصبرِ
وسِكِّينٌ به يُدمِي ولا يَقضِي على عُمُرِي
يُمَزِّقُ كُلَّ أورِدَتِي سِوَى تَذْكَارِكَ العَطِرِ
أيَا مَحْبُوبِ لن أَنْسَى مَلاكًا ليسَ بِالبَشَرِ
رَقِيقًا في مُحَيَّاهُ ي كَنُورِ الشمسِ والقَمَرِ
قَرَأْتُ جميعَ ما كَتَبَتْ ومَا أَخْفَتْهُ في السَّطْرِ
ومَا بَثَّتْهُ في صَمْتٍ مِنَ العَبَرَاتِ والفِكَرِ
فلَو تَسْأَلْنِ عَن حَالِي تُجيبُكَ دَمعةٌ تَجْرِي
وإِنْ تَنظُرْ إلى قَلْبِي تَجِدْ قَلْبِي بمُنْفَطِرِ
كعُصفُورٍ من البَرْدِ يُعانِي ثَورةَ المَطَرِ
وتَسْمَعُ بالحَشَا نَبْضًا يُرَدِّدُ كيفَ مُصْطَبَرِي
وعَقْلِي حَائِرٌ وَلِهٌ كَعَقلِ الشَّارِبِ السَّكِر
عَدَوْتُ كهاربٍ يَنْجُو يُحاذِرُ شِدَّةَ الخَطَرِ
ودَمْعُ القَلْبِ أَنْزِفُهُ ومَا للقَلْبِ مِن عُذْرِ

أنات

لا شَيْءَ يُخَفِّفُ مِنْ نَارِي
لا شَيْءَ يُبَدِّدُ آهاتِي
لا شَيْءَ هُناكَ لِكَيْ اَبْقَى
قَلْبِي يَجْتَرُّ الأنَّاتِ
***
مَا بَالُ الدَّمْعِ عَلاَ طَرْفِي
مَا بَالُ اليَأْسِ غَزَا قَلْبِي
والحاضِرُ مَاضٍ لا آتِي
***
مَا بَالُكَ أَنْتَ تُعَذِّبُنِي
ما بالُ السُّمِ تُجَرِّعُنِي
وطَلَبْتُ دواءً أَعْوَزَنِي
***
كَيفَ الطَّعَنَاتُ تُمَزِّقُنِي
أم كَيْفَ يَدَاكَ تُجَرِّحُنِي
أم كَيْفَ كَلامُكَ يَنْكَؤُنِي
والقَلْبُ لَدَيْكَ بِلا ثَمَنِ
****
ما أنت سؤال أسأله
هل بشر مثلي أعرفه
أم شيء آخر أجهله
هل تعرف معنًى لوفاء
هل تعرف معنى الإحسانِ
أم طبعك غَدْرُ الخِلاَّنِ

الكابوس

النَّوْمُ فَارَقَنِي وَالحُلْمُ أَرَّقَنِي *** وَالذِّكْرَيَاتُ لَهُ هَبَّتْ تُعَذِّبُنِي
رُمْتُ الكَرَى فَجَرَى وَالْمَهْدُ كَالْحَسَكِ ***ويَرُوعُنِي أَلَمًا حُلْمٌ يُرَاوِدُنِي
أَبْصَرْتُهُ غَرِقًا يُصَارِعُ اللَّجََبَا***ألْقَيْتُ كَفِّيَ لََه ْ فَظَلَّ يَجْذِبُنِي
في ظُلْمَةٍ حَلَكَتْ مِن لَيلةٍ ذَهَبَتْ***والبَردُ يَقْرِصُنِي والمَوْجُ يَصْرَعُني
ثم انْتَبَهْتُ على بَحْرٍ مِنَ العَرَقِ***ما زال في خَلَدِي صوتٌ يُؤَرِّقُنِي
يَرْجُو النجاةَ ولم يَظْفَرْ بمَطْلَبِه***إني جَنَيْتُ على أَعَزَّ مِن بَدَنِي
ما كُنتُ بالسَّبِحِ وما مَدَدْتُ يَدِي***عذرًا صديقيَ لَمْ أَمْلِكْ سِوَى شَجَنِي
أنتَ استرَحْتَ منَ الدنيا ولم تُهَنِِ***نحنُ اكتوَيْنا ولم نَرْبَحْ سِوَى الوَهَنِ
إذ رُبَّ مِيتَتِنَا في حبلِ مَشْنَقَةٍ***أو تحتَ مِقْصَلة بالظلمِ والمِحَنِ
وَالظُّلْمُ لَيْسَ لَهُ مِثْلٌ مِنَ النُّوَبِ***فَلْتَحْمَدِ اللهَ أَنْ كُرِّمْتَ بِالْكَفَنِ

خريف القلب

رَأَيْتُكِ بَعْدَ أَنْ شَابَ الفُؤادُ * * * ومَلَّ طَوَافَهُ بَيْنَ الحِسانِ
وقَرَّ النبضُ فيه أو يَكادُ * * * قَنُوعًا بالسَّكِينَةِ والأمانِ
فهَبَّ يَمُورُ مُنتفِضًا فَتِيَّا * * * يُعَاني حُبَّها بَعْدَ الأوانِ
ويَنْسِجُ مِن صِفاتِ الحُسنِ ثَوْبًا**وثوبًا من رَحِيقِ الأُقْحُوانِ
ويَخْلَعُهُ عليها كي يَراهَا * * * تَتِيهُ بِحُسْنِهِ في كُلِّ آنِ
رَأَيْتُكِ زَهْرَةً فَاحَت عبيرًا * * * شَذَاها دائمٌ أَبَدَ الزمانِ
رأيتُكِ نَجْمةً فَاقَتْ ضِياءً* * * تَوَارَى مِن سَناها النَّيِّرَانِ
رأَيتُكِ نِسْمَةً في صَيْفِ عُمْرِي**تُلَطِّفُ قَيْظَهُ دُونَ امتِنانِ
رأيتُكِ دُرَّةً لم تَمْتَهِنْهَا * * * يَدٌ أو تَحْتَوِيهَا في بَنَانِ
رأيتُكِ نِصفَ إنسانٍ ونِصفًا* *مَلاكًا هابطًا مِن تِي الجِنانِ
رأيتُكِ فَوْقَ وَصْفِ الواصِفِينَا**وشِعْرِي لم يُقارِبْ أو يُدَانِي
وتِلكَ هَدِيَّتِي إِنْ تَقْبَلِيها * * * فذا شَرَفٌ يُؤَمِّلُهُ بَيَانِي
يزين الشعر أن يهدى إليك * * * فيقرأ بالعيون وباللسان

السبت، ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٧

القلب المعذب

هَتَفَ الفُؤادٌ بِحُبِّها فغَشَانِي هَمٌّ أليمٌ هاجَ في وُجْدانِي
ماَذا جَنَتْ تلكَ الصَّغيِرةُ في الهَوَى حتَّى يَكُونَ جَزَاؤُها نُكرانِي
كَمْ ذا بَكَتْ وتَقَرَّّحَتْ منها الجُفُو نُ بِلَيْلِها مِن لَوعَةِ الحِرمانِ
يا صَاحِبَ القلبِ المُعَذَّبِ في الهَوَى كيفَ السَّبيلُ إلى شِفَا الأَحْزَانِ
مَنْ ذَا يُداوِي جُرْحَ قَلْبٍ نَازفٍ مَنْ ذا يُخَفِّفُ مِن جَوَى الأشجانِ
لَوْ كُنْتُ أَدْرِي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي هل كُنتُ أَمْشِي فِي طَريقٍ ثَانِ
مَا كُنتُ أََمْلِكُ أنْ أُحَوِّلَ قِبْلَتِي عن مَعْبَدٍ فيه الْحَبِيبُ الجَانِي
هَلْ تَحْسَبِينَ الهَجْرَِ كانَ برَغْبَتِي أم تَحْسَبِينَ السَّهْمَ ما أَدْمَانِي
أَوَمَا عَلِمْتِ بأَنَّنِي لم أَسْتَطِعْ قُرْبًا يُبَاعِدُنِي مِنَ الرَّحمَنِ
أَََوَمَا سَمِعْتِ بُكاءَ قَلْبِيَ نَازِفًا يَشْدُو بِإِسْمِكِ والهَوَى أَضْنَانِي
أَوَمَا رَأَيْتِ شُحُوبَ وَجْهِيَ بَادِيًا يُنْبِيكِ عَن حَالِي بِغَيْرِِ لِسانِ
أَوَمَا قَرَأْتِ قَصَائِدِي في وَحْدَتِي أَشْدُو بها في لَوْعَةٍ وحَنَانِ
لَوْ أَنَّ في مَوْتِي شِفَاءَ جِرَاحِكِ لَبَذَلْتُ رُوحِي دُونَ أَيِّ تَوَانِ
وَأَنَا ارْتَضَيْتُ بأنْ تَرَيْنِي خَائِنًا كي لا أُرَى بعُقُوقِ مَنْ رَبَّانِي
هَذَا ولم أَرْضَ الوِصَالَ مُحَرَّمًا تَحْتَ السُّتُورِ وخَلْفَ ذِي الجُدْرانِ