لا أدري لم اخترت هذا الوقت غير المناسب لأكتب خواطر ، ربما لأن هذا هو الوقت المتاح حاليا ، أما كونه غير مناسبا فلأن مزاجي ليس صافيا وأشعر بتوعك نفسي
لا عليكم ، ولا علي إني أكتب لأني أريد أن أكتب ، أكتب ماذا ؟ لا أدري حتى هذه اللحظة الموضوع الذي أنوي التحدث فيه ، ولماذا أختار موضوعا أصلا وانا هنا في مدونتي أكتب على سجيتي ، لست مضطرا لاختيار موضوع ولم يفرض علي موضوع ما لأعلق عليه ، إذن هل سأكتب عبثا ، جملا متناثرة ، كلمات غير مترابطة ؟
ليتني أستطيع حاولت مرة أن أكتب قصيدة واضعا في اعتباري أن تخرج أشبه بما يسمى الرمزية ذاك الشعر الغامض المعقد التافه الكريه الكئيب الذي يسمونه الشعر الرمزي ، وما تفرع عنه مما يسمونه قصيدة النثر ذاك الفن شديد الهبوط الذي يشبه أغاني شعبان عبد الرحيم ومطربي سيارات الأجرة مقارنة بما يسمونه فنا راقيا ، لا يعني هذا أني أستمع له أو أشجعه غير أني أحترمه ولا أجيزه لنفسي كأغاني أم كلثوم وشادية ، أحيانا تلتقي بنصراني تحترمه لكنك لا تستطيع أن تحبه ، لا أريد أن يستدرجني الحديث لهذه النقطة ولأعد لموضوعي ..
موضوعي؟ أي موضوع أقصد؟ إنني لم أختر موضوعا بعد لأتحدث فيه ، .. آه لقد نسيت لقد اخترت الموضوع ألا موضوع محددا بل هو استرسال أفكار تشرد في أي اتجاه ، في اي مكان في اي زمان في طريق
هل جربتم هذا ، أو هل تمنيتم هذا ، هل تخيلتم معي مرجا فسيحا كبيرا جدا أرضه كلها عشبية ، يتناثر فيها اشجار متباعدة وقليلة ، الجو شتاء لكي يكتمل جمال المشهد ولكنه ليس باردا ، وانت بعيد عن أعين المتطفلين ،وحدك في هذا المرج تجري وتقع وتتقلب على البساط الأخضر الممتد ، دائما أتمنى هذا المشهد ، ولكن من لي به ؟
حاولت أن أختار لنفسي أسلوبا أكتب به ، يكون لي بصمة ، يعجبني أسلوب مينا عبد الله عميق فلسفي ، صعب وسهل في آن الوقت ، حاولت تقليده لم أستطع ، أعجبني أسلوب سحابة في كتابتها ، بسيط لكنه حار وصادق وعفوي يعلوه المرح وباطنه شجن بلا حدود ، حاولت تقليده لم أستطع ، أعتقد أني وصلت لأسلوبي أخيرا ، لا أنكر أني تأثرت ببساطة يوسف السباعي ومباشرته في الكتابة حين يخاطب القارئ ، كذلك أعجبني فصاحة نجيب محفوظ وروعة سرده وحواره ولغته القويمة ، أسلوبي يجمع بين الاثنين وفيه من الاثنين كما أعتقد ، أو هو لا هذا ولا ذاك
هو مسخ مشوه لقيط لا يعرف له أبا ،
لست كل الوقت راضيا عنه بل أغلب الوقت ساخطا عليه ، غير أني لا أملك إلا أن أحبه ولا أملك غيره ، كأب ابتلي بابن مشوه قبيح المنظر ، لا يملك إلا أن يحبه رغم كل هذا لأنه في النهاية قطعة منه
فليكتب كل منكم وليخرج ما عنده ، ليس مهما أن يكون جميلا أو قبيحا ، هو ابنك على كل حال ولا تضمن أن يخرج ابنك للدنيا كاملا بل كل ما تستطيعه أن تأمل وتأمل فقط وما قدر سيكون
أثقلت عليكم كثيرا أليس كذلك ؟ لعلكم لم تصلوا بعد لهذا السطر لأن الملل جعلك تخرج مبكرا ، أو لعلك قفزت مباشرة للنهاية ، البعض يفعل ذلك ، أنا نفسي أفعل ذلك أحيانا ، لذا لا ألومك إن فعلت هذا.